نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلم السعودي: راية الوحدة التي استمرت عبر ثلاثة قرون - صوت العرب, اليوم الخميس 13 مارس 2025 06:46 صباحاً
منذ أن رفع الإمام محمد بن سعود راية الدولة السعودية الأولى في الدرعية، حمل العلم السعودي رموزا ثقافية ودينية عميقة، تجسد وحدة الأمة واعتزازها بعقيدتها الإسلامية. العبارة الشهيرة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" التي تزين العلم، تظل رمزا خالدا للهوية الإسلامية، تتردد عبر الزمن دون أن يطرأ عليها أدنى تغيير. السيف العربي المرسوم على العلم في عهد الملك عبدالعزيز- رحمه الله - لا يمثل رمزا للعدالة والقوة والشجاعة في دفاع المملكة عن حقوقها فحسب بل وحقوق أشقائها العرب والمسلمين، هذا الأمر الذي تشهد به مواقف هذه الدولة وقادتها عبر تاريخها الطويل، فضلا عن اللون الأخضر الذي يحيط بالعلم، والذي يحمل في طياته رمزية الأمل والنماء.
لكن ما يميز العلم السعودي أكثر من أي علم آخر في العالم هو تفرده كالعلم الوحيد الذي لا يُنكَّس، مهما كانت الظروف. فبينما تتغير أعلام معظم الدول في الحروب أو الفترات الحزينة، يظل العلم السعودي مرفوعا بثبات، في السلم والحرب، وفي لحظات الفرح والحزن. لا يُنكَّس العلم السعودي أبدا، وهذا يعكس فلسفة عميقة في الكرامة والاستمرارية. إن العلم لا يعتبر مجرد رمز للاعتزاز الوطني، بل هو تعبير حي عن الوحدة والتلاحم بين الشعب والقيادة، وثبات المبادئ التي قامت عليها المملكة منذ تأسيسها.
إن رفع العلم السعودي في جميع الأحوال يعكس قوة الهوية السعودية والتزام المملكة بمبادئها. إنه رمز لا يتزعزع، يعبر عن ثبات المملكة على قيمها، في مواجهة التحديات، ففي كل مرة يُرفع فيها العلم، يُعلن عن قوة العزم والإرادة في المضي قدما نحو المستقبل، كرمز للقوة والوحدة.
إن العلم السعودي، الذي استمر استخدامه طوال 300 عام دون تغيير جوهري يمثل إنجازا نادرا في تاريخ الدول والأمم. فعلى الرغم من تغييرات مر بها العديد من الدول في أنظمتها، ظلت الدولة السعودية بمراحلها باقية مستمرة وبقي العلم السعودي متمسكا بهويته ورمزيته الثابتة. هذا التفرد ليس مجرد مسألة شكلية، بل هو رسالة فلسفية تتحدث عن الاستدامة والاستمرارية التي لا تكون من خلال جذور تاريخية قوية وعميقة وفيه دلالة واضحة أن المملكة ليست مجرد دولة تتغير بتقلبات الزمن، بل هي كيان ثابت يقوم على أساس من القيم والمبادئ التي لا تتغير.
وفي هذا السياق، جاء الأمر الملكي رقم أ/303 بتاريخ 9 شعبان 1444هـ (1 مارس 2023م) من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله - بتحديد 11 مارس من كل عام يوما للعلم السعودي. هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الهوية الوطنية والاحتفاء بالإرث التاريخي للمملكة، كما تعتبر جزءا من رؤية السعودية 2030 التي قادها ويقودها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله - التي تسعى لتعميق الوعي الوطني والثقافي للأجيال القادمة.
العلم السعودي ليس مجرد قطعة قماش تُرفع، بل هو وثيقة حية تنبض بالقيم التاريخية والدينية والثقافية للمملكة. إنه إعلان مستمر عن وحدة الوطن، والارتباط العميق بالجذور الإسلامية، وهذا ما يعزز شعور الانتماء ويحفز الولاء الوطني لدى الأجيال الجديدة. بهذه الطريقة يصبح العلم السعودي أكثر من مجرد رمز، بل منهج يُتبع في كل جوانب الحياة الوطنية.
ومن خلال ما ذكرناه يظل العلم السعودي، أقدم الأعلام التي ما زالت تُرفع في العالم، شاهدا على استمرارية الفكر والهوية، ويعكس ما تحمله المملكة من رسالة ثبات وقوة، مستمرة في تعزيز قيم العدالة والنماء التي قامت عليها منذ تأسيسها وحتى اليوم.
0 تعليق