في خضم الحياة اليومية للشعوب تتلخص العادات والتقاليد للإنسان، وما أن يمضي الوقت حتى تكون أشبه بقانون حياة ومصدر من مصادر الثقافة للشعوب، وهي ما تفخر به وتباهي به بين الناس والعالم، حيث إننا في المنطقة العربية ذات البعد التاريخي الموغل في القدم والعصور، حيث تعتبر الجزيرة العربية من أقدم المواطن التي عاش فيها الإنسان، رغم قلة مواردها وشحها ومناخها الحار والبارد فقد تعامل معها وطوعها وطوّعته أيضا بحكم أن الإنسان ابن البيئة فهو يؤثر فيها وتؤثر فيه.

يهل علينا شهر الخير والبركات شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك الذي تشتاق له النفوس، حيث الصوم وما فيه من فوائد صحية وروحية جمة تتغير الحياة ويتغير نمط كل شيء من العادات اليومية والغذائية إلا أنه يعد فرصة كبيرة للتغيير وفرصة سانحة أيضا وهبة ربانية للتغيير إلى الأفضل كموسم للطاعات والقربات وتهذيب للنفوس البشرية وأيضا لتتغير العادات السيئة والسلوكيات التي نمارسها طوال العام من عادات غذائية ونمط خامل وروتين عمل ممل يتسبب في كثير من التأثيرات النفسية.

يمثل شهر الخير والبركات فرصة كبرى للتغير إلى نمط حياة صحي وغذائي متوازن وقسط نوم كافٍ وممارسة رياضية، وخصوصا أن المدن اليوم باتت تحمل ميادين وساحات رياضية تسمح للممارسة الرياضة في ظل اعتدال الأجواء، حيث يعمل الطقس دورا كبيرا في خروج الناس للممارسة الرياضة.

شهر رمضان المبارك فرصة ربانية لتغيير عاداتنا الحياتية واليومية إلى الأفضل، فالإنسان بطبعه يحتاج إلى التكرار والتعود لاكتساب ممارسة أو مهارات جديدة.

أكتب هذه السطور وأنا في مجمع تجاري تمويني ضخم يعج بمئات المتسوقين والعشرات من العروض التموينية الهائلة بالرغم من أن السوق موجود والحي عامر منذ زمن طويل هناك ممارسات وعادات ربما تعودنا وأصبحت ثقافة تسوقية رمضانية، قد يمارس الناس متعة لا أكثر من ذلك في التسوق والتجديد والاستعداد للشهر رمضان المبارك، إلا أنها عادة مكلفة ماديا وتشكل ضغطا على ميزانيات الأسر دون جدوى أو لمجرد ممارسة سلوك استهلاكي جمعي أو أنها عادة نفسية لا أكثر، وممارسة لطقس الاستعداد لشهر الخير والبركة، وما زلنا نحتاج إلى تغيير كبير في عاداتنا الاستهلاكية الرمضانية. وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير.