محادثات مباشرة بين واشنطن و«حماس» لتحرير الرهائن وإنهاء الحرب - صوت العرب

أكد البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع حركة «حماس» ظلت طي الكتمان، موضحاً أنه تم «التشاور» مع إسرائيل في هذا الشأن، وذلك بعدما كشفت مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري محادثات مباشرة مع حركة «حماس» حول إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب.
وحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي تعد هذه المحادثات، التي يقودها المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، غير مسبوقة، حيث لم يسبق للولايات المتحدة أن أجرت اتصالات مباشرة مع «حماس»، التي صنفتها كمنظمة إرهابية عام 1997.
ومن جهته، قال مصدر مطلع لرويترز إن إدارة الرئيس ترامب تجري محادثات سرية مع حركة «حماس» بشأن تحرير رهائن أمريكيين محتجزين في غزة. وقال المصدر إن المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر أجرى محادثات مباشرة مع «حماس» في الدوحة خلال الأسابيع القليلة الماضية مؤكداً تقريراً نشره موقع «أكسيوس». وحتى وقت قريب كانت الولايات المتحدة تتجنب إجراء مناقشات مباشرة مع الحركة.
وقال المصدر إن المحادثات ركزت على إطلاق سراح رهائن أمريكيين ما زالوا محتجزين في غزة، لكنها شملت أيضاً مناقشات حول اتفاق أوسع نطاقاً لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وكيفية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد.
وبعد ساعات من اعتماد جامعة الدول العربية لخطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة في اليوم التالي للحرب، رفضت كل من واشنطن وتل أبيب المقترح. وفيما أعلن البيت الأبيض رفضه للخطة قائلاً إنها لا تعالج الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن القمة لم تأخذ في الاعتبار معالجة الواقع بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. واعتبر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي براين هيوز أن الخطة العربية لإعمار القطاع «تتجاهل واقعاً مدمراً، ولا تعالج حقيقة مفادها أن غزة غير صالحة للسكن حالياً». وأكد أن الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء «غزة خالية من (حماس)»، ويتطلع إلى مزيد من المحادثات «لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ليل الثلاثاء في القاهرة، حيث عقدت قمة عربية طارئة حول غزة، أنّه سيطلب من منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماع وزاري طارئ ستعقده في جدة غداً الجمعة اعتماد خطة إعادة إعمار غزة التي أقرّها لتوّهم القادة العرب.
وقال عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي إنّه «في السابع من آذار/مارس القادم في جدة إن شاء الله سيكون هناك اجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي وسنسعى إلى اعتماد هذه الخطة أيضا حتى تكون خطة عربية وخطة إسلامية».
كما أكد عبدالعاطي أمس الأربعاء، أن 100 دولة ستشارك في مؤتمر إعادة إعمار غزة، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى لإعادة الإعمار تتضمن تحويل الوحدات السكنية المؤقتة لدائمة. وبين عبدالعاطي أن القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة أمس، كانت شديدة الأهمية والنجاح في هذا التوقيت الدقيق، إذ جرى الاتفاق على مجموعة من الثوابت أهمها الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين. وكشف في لقاء له أنه تم تقديم رؤية للتعامل مع الأوضاع الكارثية الراهنة في قطاع غزة، إذ إنه سيكون هناك صندوق دولي لحشد التمويل للإنفاق على إعمار غزة. وشدد، على أن هناك توافقاً عربياً على اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة وتنميته، فضلاً عن الاتفاق على تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
وأوضح وزير الخارجية المصري، أن القمة العربية طرحت رؤية تتعلق بتشكيل لجنة تتولى إدارة شؤون القطاع لفترة زمنية محددة وبشخصيات من القطاع. وأشار «ستكون هناك زيارات للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحشد الدعم السياسي والمادي لتنفيذ خطة الإعمار».
وذكر أن خطة الإعمار تتعامل مع كل التحديات القائمة مثل الركام والمتفجرات والصواريخ، مبيناً أن مؤتمر إعادة الإعمار سيكون وزارياً وسيعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، اتهمت جنوب إفريقيا أمس الأربعاء في بيان صادر عن وزارة خارجيتها «إسرائيل بأنها تستخدم التجويع سلاح حرب» في غزة، عبر منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ الأحد. وأوضحت وزارة خارجية جنوب إفريقيا في بيانها أنه «عبر منع دخول الغذاء إلى غزة، تواصل إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً في الحرب كجزء من الحملة المستمرة التي قضت محكمة العدل الدولية بأنها إبادة جماعية محتملة ضد الشعب الفلسطيني»، في إشارة إلى القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة. وأضافت أن «سكان غزة يواجهون معاناة تفوق الوصف ويحتاجون بشكل عاجل إلى الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية»، وقالت إن «جنوب إفريقيا تدعو المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل». (وكالات)