ترامب: أقوم بثورة.. والحلم الأمريكي لا يمكن إيقافــه - صوت العرب

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر أمس الأربعاء، أنّ «أمريكا عادت»، وأنه يقوم بثورة والحلم الأمريكي «لا يمكن إيقافه»، وذلك في أول خطاب له أمام الكونغرس، مشيداً بما وصفها بالبداية القوية لفترة رئاسته الثانية، فيما انتقدت السيناتورة الديمقراطية، إليسا سلوتكان، ترامب، قائلة إن ممارساته لا تفيد سوى الأمريكيين الأثرياء.
وأضاف ترامب «الحلم الأمريكي ينمو أكبر وأفضل من أيّ وقت مضى. الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه، وبلادنا على وشك تحقيق عودة لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل، وربّما لن يشهد مثيلاً لها مجدداً».
واستمر خطاب ترامب ساعة و40 دقيقة ليصبح بذلك أطول خطاب خطاب سنوي أمام الكونغرس منذ عام 1964، وفقًا لبيانات مشروع الرئاسة الأمريكية.
وما إن بدأ ترامب بإلقاء خطابه حتى انبرى عدد من البرلمانيين الديمقراطيين إلى إطلاق صيحات استهجان لمقاطعته، بينما رفع آخرون لافتات تندّد بسياساته.
وعندما تواصلت صيحات الاستهجان، هدّد رئيس مجلس النواب مايك جونسون بإخراج مطلقيها من القاعة إذا لم يكفّوا عنها، فرفض النائب المخضرم من ولاية تكساس آل غرين الاستجابة ووقف رافعاً عصاه وصاح بوجه الملياردير الجمهوري.
وفي خطوة نادراً ما تحدث في الكابيتول، عمد موظفو الكونغرس إلى مرافقة المشرّع الأسود إلى خارج القاعة أمام ناظري ترامب.
بالمقابل، راح البرلمانيون الجمهوريون يصفّقون بحرارة لترامب ويهتفون باسم بلدهم «يو إس إيه! يو إس إيه! يو إس إيه!».
وقال ترامب «لقد أنجزنا في 43 يوماً أكثر ممّا أنجزته معظم الإدارات الأمريكية في أربع أو ثماني سنوات، وما زلنا في البداية».
ولم يفوّت ترامب أيّ فرصة لمهاجمة خصومه الديمقراطيين، وقال «ليس هناك ما أستطيع فعله» لإرضائهم، مضيفاً «إنه لأمر محزن للغاية ولا ينبغي أن يكون على هذا النحو».
وفي قاعة المجلس جلست السيدة الأولى ميلانيا ترامب ومستشار الرئيس المقرب جداً منه إيلون ماسك، أشاد ترامب بماسك وإدارة الكفاءة الحكومية.
بالمقابل، ارتدى نواب ديمقراطيون الأصفر والأزرق، لوني العلم الأوكراني، في لفتة أرادوها دعماً لأوكرانيا بعد أن قرّر ترامب قطع المساعدات العسكرية الأمريكية عن كييف.
وفي خطابه دافع ترامب عن سياساته الاقتصادية، معترفاً في الوقت نفسه بأنّ الرسوم الجمركية التي باشر بفرضها على دول عدّة قد تتسبّب «ببعض الاضطرابات» في اقتصاد الولايات المتّحدة.
وقال ترامب إنّ «الرسوم الجمركية ستجعل أمريكا غنيّة وعظيمة مرة أخرى. هذا الأمر سيحدث، وسيحدث بسرعة كبيرة. ستكون هناك بعض الاضطرابات، لكنّنا راضون عن ذلــك، وتأثـــيرها لــن يكــون كـــبيراً».
وفي خطابه هاجم ترامب الاتّحاد الأوروبي ودولاً مثل كندا والبرازيل والهند والمكسيك وكوريا الجنوبية بسبب ما اعتبرها ممارسات تجارية «غير عادلة».
وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستفرض على شركائها التجاريين في الثاني من إبريل تعرفات جمركية مماثلة لتلك المفروضة عليها.
ووعد ترامب بأن تدرّ هذه الرسوم الجمركية عائدات بـ«تريليونات الدولارات»، مؤكداً أنها ستخلق كذلك فرص عمل.
وفي الشأن الداخلي، أعلن ترامب أنّ الولايات المتّحدة «لن تكون بعد اليوم +يقظة+»، وهو مصطلح مهين يستخدمه المحافظون لوصف ما يعتبرونه تشدّداً مفرطاً في تلبية مطالب الأقليّات.
وتعهّد ترامب «شنّ حرب على عصابات المخدّرات المكسيكية» التي تشكّل «تهديداً خطراً للأمن القومي» للولايات المتّحدة، مذكّراً بأنّه أدرج العديد من هذه الكارتيلات على قائمة المنظمات الإرهابية. وجدّد التعبير عن رغبته بأن تسيطر بلاده على غرينلاند، مؤكّداً لسكّان الإقليم الدنماركي المتمتّع بحكم ذاتي أنّ الولايات المتّحدة «ستحافظ على سلامتكم».
وقال «نحن بحاجة إلى (غرينلاند) حقّاً من أجل الأمن العالمي الدولي - وأعتقد أنّنا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى، سنحصل عليها معاً، سنأخذ غرينلاند إلى آفاق لم تتخيّلها من قبل».
كما أعلن أنّ بلاده باشرت «استعادة» قناة بنما، وذلك إثر إبرام شركة من هونغ كونغ اتفاقاً مبدئياً مع كونسورتيوم أمريكي لبيعه ميناءين يقعان على طرفي القناة.
وبمواجهة هذا الخطاب الجمهوري، جاء الرد الديمقراطي الرسمي على لسان السيناتورة إليسا سلوتكان عن ولاية ميشيغان، التي انتقدت، ترامب، قائلة إن ممارساته لا تفيد سوى الأمريكيين الأثرياء، بينما يضطر الجميع إلى تحمل العواقب.
وقالت إن «ترامب يريد إعادة توزيع تريليونات الدولارات على الأثرياء على حساب معظم الأمريكيين».
وانتقدت سلوتكان، ارتفاع أسعار الغذاء والإسكان، مضيفة أن «ترامب لم يقدم بعد خطة لمعالجة هذه القضايا».(وكالات)