مباشر- خسرت سوق الأسهم الأمريكية 4 تريليونات دولار من قيمتها خلال تعاملات الأسبوع الحالي، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.7%، مقتربًا من أدنى مستوياته التاريخية بنسبة 9%. وتراجع مؤشر داو جونز 890 نقطة، بينما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 4%، مدفوعًا بشكل رئيسي بمخاوف المستثمرين من سياسات الرئيس دونالد ترامب المتصاعدة بشأن الرسوم الجمركية.

كان سبب عمليات البيع إلى حد كبير هو المخاوف المتزايدة بشأن سياسات التعريفات الجمركية العدوانية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، إلى جانب حالة عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن تخفيضات الإنفاق الحكومي المحتملة وتقليص القوى العاملة.

وسجل ستاندرد اند بورز 500 يوم الاثنين أكبر انخفاض يومي منذ 18 ديسمبر/كانون الأول بعدما خسر أكثر من 1.3 تريليون دولار من قيمته السوقية.

لكن الأسهم اكتسبت بعض الزخم بعد أن وافقت الولايات المتحدة على استئناف المساعدات العسكرية وتبادل معلومات المخابرات مع أوكرانيا بعد محادثات في السعودية عبرت فيها كييف عن استعدادها لقبول اقتراح أمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في صراعها مع روسيا، وفق رويترز.

وفي تعاملات الثلاثاء، تراجع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 42.77 نقطة أو 0.76% يوم الثلاثاء ليغلق عند 5571.79 نقطة، وهبط المؤشر ناسداك المجمع 33.86 نقطة أو 0.19% إلى 17434.46 نقطة، فيما نزل المؤشر داو جونز الصناعي 483.98 نقطة أو 1.16% لينهي التداولات عند 41427.73 نقطة.

أسباب خسائر الأسهم

وعزا محللو السوق الذعر الواسع النطاق إلى حالة عدم اليقين بشأن استمرار ترامب في دفع سياسات التجارة الحمائية ، والتي أدت إلى تعطيل سلاسل التوريد والتصنيع وثقة المستثمرين.

خفض ديفيد ميريكل، كبير الاقتصاديين الأميركيين في جولدمان ساكس، توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي إلى 1.7% من 2.2% المتوقعة في وقت سابق بحلول نهاية عام 2025، مشيرا إلى أن الرسوم الجمركية تشكل تهديدا أكثر أهمية مما كان متوقعا في السابق، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس .

أسهم التكنولوجيا تقود الانخفاض

كان من أبرز آثار انهيار السوق أسهم التكنولوجيا. فقد شهدت شركات مثل إنفيديا، التي ارتفعت أسهمها بأكثر من 820% بين عامي 2023 و2024، انخفاضًا في قيمة أسهمها بنسبة 5.1% يوم الاثنين، مما رفع خسائرها السنوية إلى أكثر من 20%.

وتواجه شركة تسلا، بقيادة إيلون ماسك، انخفاضًا أكثر حدة بنسبة 15.4% ، ليصل إجمالي خسارتها بحلول عام 2025 إلى 45%.

ويعتقد المحللون أن تراجع تيسلا كان مدفوعًا أيضًا بالمخاوف المتزايدة بشأن ارتباطها بمسك، الذي كانت علاقاته الوثيقة مع ترامب تُعتبر في البداية ميزة ولكنها تحولت الآن إلى مسؤولية.

وساهمت الاحتجاجات التي تستهدف وكلاء تسلا والشكوك حول استقرار القوى العاملة في المزيد من الانخفاض الحاد في قيمة أسهمها.

كما تكبدت شركات كبرى أخرى تعتمد على الإنفاق الاستهلاكي خسائر فادحة. فقد انخفض سهم شركة كارنيفال كوربوريشن، مشغل خطوط الرحلات البحرية، بنسبة 7.6%، بينما انخفض سهم يونايتد إيرلاينز بنسبة 6.3%. وقد وضع تراجع ثقة المستهلك في الاقتصاد الأمريكي ضغوطًا شديدة على الشركات التي تعتمد على الإنفاق التقديري.

نظرة ترامب للاقتصاد

في أعقاب موجة البيع، ردّ الرئيس ترامب، عندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركودًا اقتصاديًا في عام 2025، على قناة فوكس نيوز قائلًا: "لا أحبّذ توقع مثل هذه الأمور. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به ضخمٌ جدًا. نحن نعيد الثروة إلى أمريكا. هذا أمرٌ بالغ الأهمية".

تسعى إدارة ترامب إلى تطبيق سلسلة من السياسات الاقتصادية التي تهدف إلى الحد من الإنفاق الحكومي، وخفض القوى العاملة الفيدرالية، وتعزيز التصنيع المحلي.

ومع ذلك، ساهمت هذه الإجراءات في إثارة المخاوف من انكماش اقتصادي، كما يتضح من المؤشرات اللحظية التي جمعها بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا. وتشير هذه المؤشرات إلى أن الاقتصاد الأمريكي ربما يكون في مرحلة انكماش بالفعل.

الرسوم الجمركية الأمريكية

دخلت الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، مما أدى إلى اتخاذ تدابير مضادة سريعة من الاتحاد الأوروبي.

وأكد البيت الأبيض الرسوم الجمركية - التي ستؤثر على كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى - في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكنه قال إن ترامب لم يعد يخطط لرفع الرسوم الجمركية على المعادن من كندا إلى 50٪.

استجاب الاتحاد الأوروبي بسرعة، معلنًا أنه سيفرض  رسومًا جمركية مضادة على  سلع أمريكية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 مليار دولار) بدءًا من أبريل. وصرحت المفوضية الأوروبية في بيان لها بأن هذه الإجراءات المضادة تهدف إلى ”حماية الشركات والعمال والمستهلكين الأوروبيين من آثار هذه القيود التجارية غير المبررة”.

وتمثل إجراءات ”العين بالعين” أحدث تطور في حرب تجارية مشتعلة اتسمت بالوعود الجريئة بفرض الرسوم الجمركية ــ ثم التراجع عنها وتأخيرها ــ من جانب ترامب.

وأثرت التوترات التجارية  على الأسواق في الأيام الأخيرة  وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية قد تدفع  أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود.

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات

فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية

ألتمان يرفض 97 مليار دولار من إيلون ماسك لشراء أوبن.إي.آي

وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع

رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية

روسيا وأمريكا تعقدان محادثات.. وبوتين: المناقشات تبعث على الأمل