جنيف - رويترز
أكدت الأمم المتحدة، الجمعة، أن الصراع في الكونغو دفع 63 ألف لاجئ إلى الفرار إلى بوروندي المجاورة في أكبر تدفق من نوعه منذ عقود، وسط ظروف مأساوية في مخيم مكتظ أُقيم في ملعب رياضي ينتشر الكثير من العالقين في حقول حوله.
ويتكدس نحو 45 ألف نازح في ملعب مفتوح في روجومبو على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع الكونغو الديمقراطية، حيث تجري مواجهات بين الجيش وجماعة «23 مارس» المتمردة.وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن من بين اللاجئين عدداً كبيراً من الأطفال الذين فقدوا ذويهم.
وقالت فيث كاسينا المتحدثة الإقليمية باسم المفوضية لشرق إفريقيا والقرن الإفريقي في جنيف «الوضع مأساوي جداً. والظروف شديدة القسوة. الملعب مملوء بالكامل، ولا يوجد موطئ قدم».وأضافت: «الأعداد تتزايد، إنه سباق مع الزمن لمحاولة إنقاذ الأرواح»، مضيفة أن الاحتياجات تفوق كثيراً المساعدات المقدمة.
وفي 21 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت المفوضية في مؤتمر صحفي في جنيف، أنها تعمل على نقل نازحين من الملعب. ولكن تحديات لوجستية تجعل نقل أعداد كبيرة منهم إلى مخيم موسيني للاجئين في جنوب بوروندي يستغرق من ست إلى ثماني ساعات. ووفقاً للمفوضية، فإن المخيم، الذي يمكنه استضافة 10 آلاف شخص، أصبح الآن مملوءاً بنسبة 60%.
وحثت المفوضية جميع البلدان على المساهمة في استغاثة طارئة لجمع 40.4 مليون دولار للمساعدة على إنقاذ الأرواح، والتعامل مع التدفق المحتمل لنحو 258 ألف لاجئ إلى بوروندي وتنزانيا وزامبيا.
ويمثل تقدم حركة«23 مارس» أخطر تصعيد منذ أكثر من عقد من الصراع الطويل في شرق الكونغو، والذي تعود جذوره إلى تداعيات الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994 على الكونغو، والصراع من أجل السيطرة على الموارد المعدنية الهائلة في البلد الإفريقي.