نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صحوة فيروس «بيثو العملاق» بعد 30 ألف عام تخيف العلماء - صوت العرب, اليوم الخميس 6 مارس 2025 09:15 مساءً
حقق فريق علمي من جامعة البحر المتوسط الفرنسية اكتشافًا مذهلاً في سيبيريا، بعد عثورهم على عينة حية لفيروس «بيثو» العملاق الذي يقدر عمره بـ 30,000 سنة.
وتم العثور على هذا الفيروس في 6 مارس 2014، بمنطقة «تشوكوتكا» بشمال شرق روسيا، وهي منطقة تعرف بوجود الطبقة الصقيعية، حيث يكون الجو في حالة تجمد دائم. هذا الاكتشاف أثار العديد من التساؤلات حول تأثير التغيرات المناخية على إطلاق فيروسات قديمة، واحتمالية تأثير ذلك على صحة البشر، بحسب ما نشر موقع «روسيا اليوم».
الطبقة الصقيعية
تعتبر الطبقة الصقيعية طبقة من الصخور والرمال التي تبقى في حالة تجمد لآلاف السنين. يتراوح سمك هذه الطبقة بين عدة أمتار إلى بضعة كيلومترات، ولا ترتفع درجة حرارتها فوق درجة الصفر المئوي. وقد قام العلماء باستخراج الفيروس من هذه الطبقة، حيث وجدوا أنه لا يزال نشطًا وقادرًا على التكاثر بعد ذوبانه.
ما هو فيروس «بيثو» العملاق؟
فيروس «بيثو» ينتمي إلى عائلة الفيروسات العملاقة ويعد أكبر فيروس مكتشف حتى الآن. يبلغ طوله 1.5 ميكرومتر وقطره 0.5 ميكرومتر، مما يجعله مرئيًا تحت المجهر الضوئي.
شكل الفيروس بيضاوي وله جدران سميكة تشبه القارورة مع ثقب في أحد طرفيه. رغم كونه لا يشكل خطرًا على البشر أو الحيوانات، إلا أنه يصيب كائنات وحيدة الخلية تُعرف بالأميبا، وهو ما يوضح قدرة الفيروس على العدوى رغم مروره بآلاف السنين في حالة خمول.
التجربة العلمية
بعد استخراج العينة المتجمدة، قام العلماء بإذابتها وأضافوها إلى مزرعة أميبا. وعند إضافة الفيروس إليها، تبين أنه تسبب في تحلل الأميبا، مما يثبت أن الفيروس لا يزال نشطًا وقادرًا على التكاثر، رغم مرور آلاف السنين على تجميده في الطبقة الصقيعية.
الاحتباس الحراري
على الرغم من أن فيروس «بيثو» لا يؤثر في البشر، فإن ذوبان الطبقة الصقيعية نتيجة للاحتباس الحراري قد يؤدي إلى إطلاق فيروسات قديمة أو ميكروبات أخرى غير معروفة. هذا يثير قلق العلماء من أن التغير المناخي قد يعيد إحياء فيروسات قديمة كانت موجودة في فترات سابقة من تاريخ البشرية، مثل تلك التي تعرض لها الإنسان النياندرتالي منذ نحو 30,000 عام.
القلق العلمي
العالم جان ميشيل كلافيري، الذي أسهم في اكتشاف الفيروس، أشار في رسالة إلكترونية إلى إمكانية إحياء الميكروبات المسببة للأمراض التي عاناها البشر في العصور السابقة، والتي قد تصيبنا اليوم بسبب افتقار جهاز المناعة لدينا إلى الاستعداد لمواجهتها. وأضاف أن هذه الميكروبات قد تكون بكتيريا عادية أو بكتيريا مقاومة أو فيروسات ضارة.
رأي الخبراء
من جانبه، أعرب العالم كورتيس ساتل، المتخصص في الفيروسات البحرية، عن قلقه بشأن خطر انتشار مسببات الأمراض الفيروسية في المستقبل. ورغم أن الفيروسات يمكن أن تكون محفوظة في التربة الصقيعية والجليد، إلا أنه يرى أن التأثير الكبير للتغير المناخي في المستقبل سيكون أكثر خطورة من خطر الفيروسات. وذكر أيضًا أن القلق الأكبر يجب أن يكون من مئات الملايين من الأشخاص الذين قد يتعرضون للتهجير بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.
0 تعليق