عقبة الشعف ألم وأمل - صوت العرب

كلما تسلقت العين السكة الجبلية المحفوفة بالمخاطر، لمح النظر تجاعيد السنين، ومعاناة الأمس، وأهوال رعب اليوم، وبشائر انتظار الغد.

تزامنا مع عقد قران الضباب وتقبيل جبين أعالي الجبل بالمزن على مدار العام، ينساب الموت من جلباب الطبيعة الساحرة ويخنق الخوف أنفاس الحياة.

يهدي الطريق المتعرج الأكفان على مرتاديه، ويوزع ضيق الممر باقات الذعر في حفل زفاف الوصل ما بين تهامة والسراة.

العالق في طريق الموت تستقبله الأحجار المتساقطة رجما لتحرير النفس من هالات الهلع ووأد ما تبقى من أمل النجاة في غياهب مقابر السهول البعيدة المفتوحة.

تربتها مسننة بالصخور الحادة، ومغالق لحدها الأشجار المعمّرة، وزوارها وحوش الأرض.

تبتلع دوامات نهر الغموض كل سؤال ينحدر من خيالات حفيد، وتبقى الإجابات محنطة داخل كهوف الجبال المظلمة.

عقبة شعف بلقرن هي همزة وصل قديمة ما بين محافظتي بلقرن والعرضيات، وهي شريان الحياة لأكثر من ربع قرن.

بجهود ذاتية كان إنشاؤها، وبتكاتف الجميع تم افتتاحها، وبفرحة غامرة تعالت التبريكات تتويجا بالإنجاز بعد تعب، وتكريما حافلا لمسح قطرات العرق وتوديع فوازع الأرق.

عروسة الأمس شاخت، وتقشر جلدها، وأظلم دارها، وأصبحت موحشة، رغم عمليات التجميل المتواضعة بين الفينة والأخرى.

نحتت عجلات الصعود رموز الحاجة إلى ترميمها، وسجلت بصريرها معاناة العربات وأنينها.

لا يخفى على عاقل مدى الجهود المستمرة من وزارة النقل والخدمات اللوجستية لتعبيد الطرق وتوسيعها وصيانتها، والسعي الدائم في تطوير منظومة النقل البري من طرق وجسور وعِقاب بأهداف واضحة وبفكر عالي المستوى لتحقيق رؤية المملكة 2030.

والجدير بالذكر تقدم السعودية بمؤشر جودة البنية التحتية للطرق إلى مستوى 5.7، حيث يضعها تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023 في المركز الرابع عالميا بين دول الـG20.

وهذا الإنجاز والتقدم يعكس مدى الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة وحرصها الدائم لتكون المملكة العربية السعودية رائدة عالميا في ترابط شبكات الطرق بأعلى المواصفات الفنية وأقصى درجات السلامة.

نعلم يقينا بأن عقبة شعف بلقرن في جدول أعمال الوزارة وعلى قائمة أولوياتها، ولن تدخر جهدا في توفير سبل السلامة وسهولة التنقل الآمن.

فالكل ينتظر بشوق، شروق شمس الأمل في يوم صحو على خبر ترميم وتوسيع وتخطيط الطريق، وتثبيت العلامات الأرضية العاكسة والمرايا المحدبة.

من فوق غمام التفاؤل ينتظر الأهالي تعميم (إعادة البناء) فعسى أن يكون قريبا.