صوت العرب

ترند مهاجمة المرأة - صوت العرب

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترند مهاجمة المرأة - صوت العرب, اليوم الخميس 6 مارس 2025 01:04 صباحاً

اشتهر تاريخيا في الشرق والغرب بعض الأعلام بكراهية المرأة "الميسوجينية" والحط من قيمتها وتشويه التصورات عنها، وبلغ من شدة كراهيتهم لها أن بعضهم لم يتزوجوا ومنهم مشايخ مسلمون، وتراثهم هذا أثر في الثقافة العامة وما ينتج عنها من قوانين ظالمة للنساء، وفي عصرنا الحالي استمرت هذه الظاهرة وصارت وسيلة للحصول على الاهتمام والترند لأن الخطاب المعادي للمرأة بات محل استنكار، ولذا صار كل من يسعى للحصول على الاهتمام ويصبح ترند يصرح تصريحات صادمة في معاداة وإهانة المرأة، ويجد تشجيعا من بعض المتابعين كارهي المرأة الذين يشجعهم على التطرف في الخطاب المعادي للمرأة كونهم بهويات مجهولة.

أما سبب شيطنة وكراهية المرأة فهو في علم النفس؛ إسقاط الرجال عيوبهم على النساء لكي يحافظوا على تصوراتهم الطوباوية عن أنفسهم، مثل إسقاط شهواتهم على النساء وزعم أن السوء كامن في شهوانية النساء بدل أن يعترفوا أن المشكلة فيهم.

هذا الخطاب المعادي للمرأة يجب التصدي له باعتباره من جرائم الكراهية، لأنه ينتج عنه تبعات واقعية تضطهد الإناث وتجعل حياتهن جحيما، فمن يتأثر بهذا الخطاب سيضطهد أخته وزوجته وابنته، وإن كان مسؤولا فستكون له سياسات مجحفة بحق النساء، وإن كان شيخ دين فستكون له فتاوى سلبية بحق النساء قائمة على سوء الظن بهن وبطبيعتهن، والنتيجة كما في أفغانستان، حيث الإناث محرومات من التعليم والعمل والخروج من البيت دون محرم، ولذا بريطانيا صنفت كراهية النساء "الميسوجينية" كنوع من التطرف والإرهاب لأنه يحرض على إلحاق ضرر مادي بالنساء سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد حدثت بالفعل في عدد من الدول الغربية جرائم إرهابية ضد النساء من قبل رجال متأثرين بخطاب كراهية المرأة كما أظهرت ذلك حساباتهم ومشاركاتهم بمواقع التواصل.

ومما يساعد في تصحيح المفاهيم التقليدية السلبية عن النساء نشر وتداول الدراسات الغربية على الفوارق بين الرجال والنساء في كل الظواهر السلوكية، فهي باستمرار تظهر أن النساء يمتزن عن الرجال بطبيعتهن التي تميل للعمق المعنوي وتنفر من السلوكيات الخطيرة، بعكس الرجال الذين تجذبهم السلوكيات الخطرة ويميلون للتأثر أكثر بالمؤثرات السطحية الحسية، ويكون الرد على تصريحات وكتابات كارهي المرأة بالدراسات التي تثبت عدم صحة كل التهم التقليدية للمرأة، كالتشكيك برجاحة عقلها، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن القدرات العقلية للنساء تشابه الرجال، وأثبتت تجارب الأمم في تولية المرأة الوظائف العليا أن أداءها لا يقل امتيازا عن أداء الرجال، بل في كثير من الأحيان كان أفضل من أداء الرجال، حيث أظهرت خمس دراسات غربية أن الطبيبات المتخصصات بالجراحة كانت نتائجهن أفضل من الجراحين، وأظهرت دراسة لأهم 500 شركة أمريكية أن الشركات التي لديها نسبة أعلى من النساء بمجلس الإدارة كانت أكثر ربحية وكفاءة من التي لديها نسبة أقل من النساء بمجلس الإدارة، وحسب دراسة تناولت الفروق بين الجنسين في التحصيل الأكاديمي بالسعودية، فإن الطالبات يتفوقن على الطلاب بكل المراحل التعليمية وبخاصة بالتخصصات العلمية والرياضيات، فالعلم حسم الجدل حول كل عناصر التشكيك بالنساء وأكبر خطأ في الرد على كارهي المرأة هو جدالهم بغير نتائج الدراسات العلمية.

ومن الضروري مراجعة مناهج التعليم لتنقيتها من الخطاب المعادي للمرأة فكما يقال التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، والدكتورة سهيلة زين العابدين لها مراجعات قيمة على مكانة وماهية المرأة في مناهج التعليم السعودية، وبينت أنه ما زالت هناك حاجة لإدخال تعديلات وتطوير عليها، وسيكون إيجابيا جعل الدكتورة سهيلة زين العابدين تشرف على عملية تنقيح المناهج الدراسية التي تتناول المواضيع المتعلقة بالمرأة.

أخبار متعلقة :