نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تخاريف تفتقد البوصلة - صوت العرب, اليوم الاثنين 3 مارس 2025 10:13 مساءً
فيسمع الجواب النشاز: لا يهم، فعدد القراء أقل من أن نهتم!
ويتعجب بإحباط: ولكنا في رمضان!
فيأتيه جواب أعجب من رجب: رمضان عند الأغلبية متعة تنوع الصحون، ولا أظنهم ينتظرون إفاضة التنظير والتحقيقات والنصائح، ومحاولات تصيد غلطات من ينامون طوال اليوم، إلا عن مقاطع التيك توك، مستصعبين تهجئة مقالاتك الطويلة، أو سماعها بصوت ذكاء اصطناعي يسلبها تناسق المعاني، ولا عجب إن قاطعوها، فقد قاطعوا كثيرا من أحبتهم وأصدقائهم، واكتفوا بتهاني واتس أب سد العتب.
يتجهم الكاتب: كأنك تفيض بحالة حسد، لا تريدني أن أكسب بعض الشهرة؟
يقاوم الضحك: هل ما زِلت تصدق بأن كلماتك منتظرة، ولو بمثل استسخاف برامج المقالب المكررة لمشاهد لو ضحك منها فسرعان ما تتهم مقدراته العقلية بالغباء المُطرِق؟
صدقني، أصبح المقال المصنوع زينة تتحلى بها بعض الجميلات، والشباب المتأنقون يكتبون من وحي ذكاء الشات، لتتكامل صورهم على «لينكد إن» بأنهم ليسوا فقط طالبي وظائف عليا، ولكنهم عقول إدارة موارد بشرية ويقين وتنوير وخبرة تخطيط، ونصائح تحدد ما يجب أن يصوموا عنه الناس، وما عليهم أن يطلبوه دليفري من غثاء القول.
يبلغ المحبط درجة الغضب، والصمت يزداد مرارة، مثل وجبات فرضتها اللياقة والرشاقة والكيتو، بحثا عن جسد منحوت يشار إليه بالبنان، أو شجاعة المجاهرة بعيب جسدي كان يخجل منه، حيث لم يعد في مفهومه العصري من العيوب، بتأكيد جراءة وقوة وانفتاح صاحبه وهو يدخل أصابعه في أعين منتقديه، بدعوى الترقي، وحرية تعديل وتضبيط وشفط أصبحت نقاط مفاخرة.
يا سيدي لماذا ما زلت تغازل الماضي، وأنت مخضرم تعيش الحالي، بطعم لا مر ولا حالي.
يغلي براد شاي الغضب، ورغوته تنساب على وجه الحقيقة: فأي موضوع تشير علي بالكتابة فيه؟
وتأتيه الضحكة قبل النصيحة: جرب أن تكتب دون حروف، أو بالإيموجي فالعصر الحالي يعشق صرعات الجنون، أو جرب صنع المحتوى، بعد تعديل ملامحك بالبوتكس.
الموازين انقلبت، والرأس أيضا أصبح يحتاج تدريم وعناية كالقدمين.
مشاعر العجز عن الفهم يرتفع حسها، فهل هذه لغة مثقف، ما زال يحترم مكانته ورؤيته وطموحه الأدبي والعلمي والاجتماعي؟
والجواب لكمة على أنف تجميلي مختنق: لم يعد أحد يفكر هكذا، الهلال حضر أم لم يحضر، فتقنية رصد الفلك تستطيع تحديد طلوعه بالدقيقة، والتحري لم يعد يستخدم إلا لإبراز النتائج المعاكسة، خالف تعرف، والعرب والمسلمون لم يتفقوا يوما على رؤية هلال، بتفرد رؤية تنصف المبصرين.
النظرة المستهزئة تستعاد: لماذا لا تتوقف عن مشاعر غرور الكتابة العاجية، وهي ليست سمبوسة رمضان الدسمة، ولا أكواب فيمتو، متمادية بسكريات الانفلات؟
ويلتوي بمشاعر حموضة تمنعه من الرد، ويقاوم كلمات تنساب من فمه بدبس اللقيمات: الفول يظل له تميز «عزيز قوم مهضوم الحق»، وسط وجبة إفطار عالمية المكونات.
لماذا لا تترك القرعاء ترعى، فأكتب مقالي كما يحلو لي، حتى ولو كان رئيس التحرير سيهرش رأسه حتى يبلغ المخ، وربما يقطعه بنظام البيتزا؟
ويرتد الجواب من فم الناقد: هذا أكثر من توارد أفكار!
صحيح لم يعد يَفرِق ما نكتب، ولكن، رمضان كريم، خذ إجازة من المقالات!
shaheralnahari@
أخبار متعلقة :